ظروف الحياة أرغمتهم على "العزوبية"غلاء (المهور) وشروط أهل (العروس) التعجيزية يدفعان بالشباب إلى العزوف عن الزواج
الباحة، تقرير-عبدالرحمن الغامدي
رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الجمعيات الخيرية ومشاريع إعانة الشباب على الزواج، إلا أن تلك الإعانات قليلة مقارنةً بالمهور المرتفعة والتي تجاوز بعضها مبلغ 120 ألف ريال في منطقة الباحة.
وبدأت ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج تكبر وتتنامى في المجتمع، وأصبحت واحدة من أهم القضايا الشائكة التي تقلق الأسرة نتيجة ارتفاع معدلات العنوسة، ولم تقتصر على العاطلين عن العمل فحسب، بل إن هناك الكثير من الموظفين ورجال الأعمال يفضلون البقاء على حياة العزوبية.
وتباينت الأسباب حول ذلك، فهناك من يرى بأنها ليست عزوفاً بقدر ما هو عدم استطاعة على تحمل مصاريف المنزل مستقبلاً، ودفع تكاليف الزواج، بينما يرى آخرون أن تكاليف الزواج الباهظة، وإرغام الابن على الزواج من نفس القبيلة، وتدخلهم في اختيار شريكة الحياة، من أهم أسباب العزوف.
شروط تعجيزية
وهناك من يرجع ذلك إلى أزمة الوحدات السكنية وغلاء أسعارها، وعدم القدرة على تسديد الإيجار، إلى جانب المبالغة في المهور، والشروط "التعجيزية" من قبل أهل العروس وتمسكهم بالجوانب المادية.
(الرياض) استطلعت آراء عدد من الشباب في منطقة الباحة حول أسباب العزوف عن الزواج، في البداية أكد عبدالله عسيري على أن المشكلة لا تقتصر على الشباب وحدهم فحسب، وإنما في أولياء الأمور الذين يطلبون مهوراً تفوق الخيال، والفتيات اللاتي يطالبن بما يفوق قدراتهم وإمكانياتهم المادية، خصوصاً وأن أغلب الشباب من حديثي التخرج الباحثين عن العمل أو الذين يعملون برواتب متدنية.
مزاد الفتيات!
وتساءل كيف للشاب أن يمتلك مسكناً يتحمل مسئوليته ويوفر حياة كريمة للفتاة التي يرتبط بها دون أن يكون لديه دخل جيد يمكنه من ذلك في ظل ارتفاع المهور الذي يشكل أكبر عقبة أمام الشباب؟!، مضيفاً: " وكأن الزوجة أشبه بسلعة تباع بالمزاد ولمن يدفع مهراً أكثر".
واقترح أن تكون هناك جهات توعوية وتثقيفية تهدف إلى توعية أولياء الأمور وتحذيرهم من أن ارتفاع المهور قد ينعكس سلباً على بناتهم ويتخطاهن قطار الزواج ويجرفهن موج "العنوسة" نتيجة شروطهم المكلفة، ومغالاتهم في المهور، والتي تصل أحياناً ما بين 50 – 120 ألف ريال.
دخل محدود
ويوافقه الرأي عبدالله محمد، مؤكداً على أن قلة فرص العمل وارتفاع المهور هما السبب الرئيس وراء عزوف الشباب عن الزواج، مضيفاً: "ولو وجد الشاب الوظيفة فإن الراتب لا يغطي متطلبات الحياة الزوجية، والفتيات في هذا الزمن لا يرغبن بالزواج من الشباب ذوي الدخل المحدود، ناهيك عن الطلبات والشروط "التعجيزية التي يشترطها أهل الزوجة مما دفع الكثير من الشباب إلى العزوف عن الزواج".
ويشاطرهما الرأي المواطن عبدالرحمن سعيد، مرجعاً أسباب عجز الكثير من الشباب عن الزواج إلى ضعف قدراتهم المادية، وعدم امتلاكهم لمسكن خاص بهم، لافتاً إلى أن هناك من يعيش طيلة حياته مشغول البال والفكر حول سداد الديون وتكاليف الزواج، متسائلاً: لماذا لا تقف الجهات المتخصصة مع الشباب المقبلين على الزواج في تحمل التكاليف عبر تقديم قروض مادية كافية؟، ولم لا يكون هناك تفاهم مع بعض مصانع الأثاث وتجارة الأجهزة المنزلية تهدف إلى توفير الاحتياجات الضرورية مع مراعاة الظروف المادية للشباب؟.
صالات أفراح فخمة
إلى ذلك يعزو المواطن محمد حسن أسباب عزوف الشباب عن الزواج إلى المبالغة في مهور الفتيات، وعدم استقرار الشباب وظيفياً خصوصاً ممن يعملون في الشركات، إلى جانب تكاليف الأقمشة والأثاث الباهظة، إضافةً إلى اشتراط بعض الفتيات وأولياء الأمور سكن مستقل للزوجة، وإقامة العرس في أضخم الفنادق وقصور الأفراح.
[b]