أثبت ريال مدريد في مباراته المجنونة أمام ضيفه خيتافي انه ليس مستعدا للتسليم بأن لقب بطولة الدوري الاسباني لكرة القدم بات في عهدة غريمه التقليدي برشلونة.
صحيح ان سيناريو المباراة لم يكن مألوفا غير ان ثمة ملاحظة لا يمكن المرور بها دون توقف.
غونزالو هيغوين يتصدر حاليا ترتيب هدافي ريال مدريد برصيد 18 هدفا، متقدما بثلاثة أهداف على القائد راوول غونزاليز.
هيغوين نفسه أحرز اهدافا حيوية لصالح «الملكي» هذا الموسم، ليس أولها بالتأكيد ذاك الهدف القاتل في مرمى خيتافي والذي أبقى ال «ريال» في صلب معمعة الصراع على كأس ال «ليغا».
يبقى سؤال: ألا يستحق هيغوين مقعدا في منتخب الأرجنتين؟
وهل ان هذه الموهبة وهذا النضج المبكر لا يستلزمان لفتة معتبرة من دييغو مارادونا مدرب «راقصي التانغو»؟
لا خلاف على ضرورة التمسك بليونيل ميسي وسيرجيو أغويرو في خط المقدمة، ولكن عندما نجد بأن دييغو ميليتو لاعب جنوى الايطالي متواجد في «تشكيلة مارادونا» (يحتل المركز الثالث على سلم هدافي ال «سيري آ» برصيد 16 هدفا متساويا مع البرتو جيلاردينو لاعب فيورنتينا)، فإن سؤالا منطقيا يفرض ذاته:
لماذا ميليتو وليس هيغوين؟
قد يرى مارادونا بأن غونزالو ما زال يافعا وغير مؤهل لولوج المنتخب، غير ان هذا الكلام مرفوض خصوصا ان ميسي وأغويرو هما من «جيل هيغوين».
معلوم ان هيغوين خُيّر بين تمثيل الأرجنتين وفرنسا (ولد في مدينة برست الفرنسية)، فاختار في العام 2007 الأولى مع العلم انه غادر الأراضي الفرنسية عندما كان في الشهر العاشر من العمر ولم يعد إليها إلا خلال مونديال 1998، وهو لا يتقن اللغة الفرنسية رغم انه يحمل جواز سفر فرنسيا على خلفية حصول والده على الجنسية خلال فترة احترافه في نادي برست.
وبعودة سريعة الى الارقام، نجد بأن هيغوين خاض في موسمه الأول (2006/2007) مع ريال مدريد القادم إليه من ريفربلايت الارجنتيني 23 مباراة شهدت تسجيله هدفين، ثم أحرز في الموسم الذي تلاه 8 أهداف في 30 مباراة، ولا شك في ان الارقام التي خطها هذا الموسم تثبت تحسنه وتؤهله ولوج منتخب بلاده ومن الباب الواسع.
لقد أثبت هيغوين في الموسم الحالي بأنه يوازي أهمية في ريال مدريد أهمية ميسي في برشلونة، ولكن في الوقت الذي وجد ليونيل امتدادا لكفاءته داخل صفوف «منتخب التانغو»، فإن غونزالو اصطدم بواقع عدم استدعائه الى التشكيلة حتى الساعة رغم ان مارادونا يعاني وفريقه كثيرا في تصفيات مونديال 2010.
مارادونا نفسه «كاد ان يموت قهراً» عندما استبعد من تشكيلة الارجنتين في مونديال 1978، ولا شك في ان عليه تقدير موقف هيغوين الذي يحق له المطالبة بموقع «دولي» بعد ان أثبت نفسه محليا مع ريال مدريد.
" نقلا عن جريدة الراي الكويتية "