أثار اعتزام مدرسة "الأكاديمية الإسلامية السعودية" في ولاية فيرجينيا الأمريكية التوسع لاستيعاب عدد أكبر من الطلاب احتجاجات من قبل السكان المحليين بالولاية وجماعات مسيحية، رغم حصولها على موافقة رسمية بذلك.
وفيما ذهب البعض في رفضهم توسيع المدرسة بزعم تأثير ذلك على حركة المرور في مقاطعة سبرينجفيلد حيث تقع المدرسة، تطرق البعض الآخر إلى الحديث عن مناهجها الدراسية التي زعموا أنها تدعو للتطرف وكراهية غير المسلمين.
وقال بيت هيريتي، المشرف على المقاطعة، إن من شأن هذا التوسع أن يضيق من حركة المرور في المنطقة، خاصة في الشارع الذي تتواجد فيه المدرسة.
وأضاف: "لا أستطيع أن أتخيل وضع سيارة أخرى كل ست ثوان على جانبي الطريق (...) هذا الأمر سيغلق الطريق، فالطلاب الذين يقودون سياراتهم إلى المدرسة سيحولون الطريق إلى ممر ضيق".
وبرر هيرتي رفضه هذه الخطوة بأن "سكان المقاطعة سيعانون من صعوبة التحرك، وبالتالي يتعرضون للتأخير عن مواعيدهم".
الهجوم على المدرسة
الحديث عن ضيق مساحة الطريق تحول إلى مناقشة ساخنة حول الدين وما تتناوله مناهج المدرسة وتأثيرها على العلاقة بين المسلمين وغير المسليمن، وذلك في جلسة علنية شاركت فيها جماعات مسيحية وسكان محليون لمناقشة قرار التوسع.
جون كوسجروف، أحد المتواجدين في الجلسة تحدث في البداية عن البناء ومساحة المدرسة قبل أن يتطرق إلى الهجوم على مضمون المناهج في المدرسة، قائلا: "هذه الكتب تحرض على القتل والتطرف".
أما رزان فايز، أحد الآباء الذين يرسلون أطفالهم إلى المدرسة، قال مدافعا عنها مدللا على ذلك بتجربة طفل ذكي يدعى "أنبه" تعلم مهارات متعددة في المدرسة وهو في سن السابعة.
وقال فايز: "يمكنه (أنبه) التحدث والقراءة والكتابة باللغة العربية تقريبا مثل الإنجليزية؛ كما يتعلم الدراسات الإسلامية، والتفاهم بين المسلمين وغير المسلمين".
وأضاف مستنكرا: "إذا كانت الكتب تدعو للتطرف والإرهاب لظهر ذلك على طلاب المدرسة".
أما إيمان قنديل، وهي طالبة سابقة بالمدرسة وتدرس الآن في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا العليا، فقالت: "بالإضافة إلى الخلفية القوية التي حصلت عليها في مادتي الرياضيات والعلوم فقد تعلمت أيضا رد الجميل"، مضيفة: "نحن لا ندرس لتدمير الدستور".
"اقتحام"
وتعرض مايكل فراي، العضو بمجلس الولاية وأحد المصوتين لصالح التوسع، للهجوم من قبل بعض السكان.
وقال فراي ردا على سؤال وجهه إليه أحد السكان المحليين: "لا أعتقد أن أحدا يريد أن تتخذ الحكومة المحلية قرارات بشأن المدارس على أساس ما يدرسونه (...) بالنسبة لي تعتبر واحدة من أكبر عمليات الاقتحام التي يمكن تخيلها".
وأشار فراي إلى أن "اثنين من المدارس المسيحية تقدموا بطلبات للتوسع في العام الماضي في مقاطعة فيرفاكس، وتمت الوافقة لهما على ذلك دون أن يشكك أحد في مضمون الكتب المدرسية".
وتابع: "كيف لي أن أعرف أن هذه المدرسة المسيحية لا تدرس الكراهية ضد غير المسيحيين؟!".
ووافق مجلس الولاية على طلب المدرسة السعودية التوسع، وذلك في انتظار تقديم المدرسة لرسومات الموقع وخططها حيال ذلك، وذلك قبل البدء في عمليات التوسع، وهو ما يتيح فرصة للمجلس للتراجع إذا تعرض للضغط من قبل السكان المحليين والجماعات المدنية.
وتتعرض المدرسة بين الحين والآخر لهجوم من قبل وسائل إعلام أمريكية واتهامها بالتعصب والتطرف والكراهية، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر.
وأنشئت هذه المدرسة عام 1984 بولاية فيرجينيا تحت رعاية المملكة العربية السعودية، وتدرس مناهج أمريكية وشرق أوسطية باللغتين العربية والإنجليزية.
وتضم الأكاديمية أكثر من 1200 طالب من مرحلة الروضة وحتى الصف السادس الابتدائي، وتتبع إداريا وماليا السفارة السعودية بواشنطن على أن يرأس مجلس إدارتها السفير السعودي، وفقا للائحة التأسيس.
لكن منذ تفجيرات 11-9-2001 وجهت العديد من الاتهامات إلى المدرسة باستخدام الكتب المدرسية لتشجيع الإرهاب ومعاداة السامية والكراهية ضد غير المسلمين.
وفي العام الماضي نشرت اللجنة الأمريكية حول حرية الأديان تقريرا قالت فيه: إن المدرسة والكتب المدرسية تتضمن موضوعات "مثيرة للقلق وتدعو إلى التطرف".