نار اسمها الغـَيـْرَة ُ هل جربتها ..!!
بقلم الأديبة : دينا سعيد عاصم
نعم أعترف لك..وأقولها..ولكم قاومت هذا الإحساس..حاولت إخفاؤه..عنك...لم أستطع..حاولت إخماد النار التى تشتعل برأسى كلما سمعت عن زميلة معجبة او شبح لأى امرأة تبدى اهتماما بها او اعجابا...اعترف..ولتعطنى العذر...اريدك لى وحدى...فهل ألام على انانيتى؟وهل تقبل المرأة المحبة المشاركة؟هل تقبلها انت؟ لذا أتحمل ثوراتك وغيرتك وأكاد أنطق..لديك حق..فأنا مثلك وأكثر..حاولت تدوين ما يحدث لى فى هذه اللحظات..فكان ..مرارة على لسانى ومزيج من وجع و"جزع" وهوالالم الغير محدد مكانه بالضبط لكنه فى الاحشاء...كالنار..مع رغبة فى تحطيم اى شيىء تطاله يدك وياحبذا لوكان على رأسك الجميل...
ارسم ابتسامة لطيفة على وجهى وانا اسمع عبارات الاطراء من احداهن او نفس البسمة الكذوبة على التعليقات الانثوية التى تقطر دلالا واعجابا واتساءل من هى؟اضبط نفسى وقد خلعت عباءة التحضر والترفع وارتددت لأصلى المتخفى امرأة غيْرَى...بكل توقها لمعرفة غريمتها..هل هى اجمل؟ اذكى..ترى ماذا يميزها؟ كيف تكون؟ هل يعجبه سمارها؟ ام لونها القمحي ..أم الأشقر .. ويا ترى عيناها سمراوان .أم خضراوان .. أم شعرها الأسود المسترسل كغابة من نخيل ..أم شعرها المقصوص على الموضة .. ؟! ...أم ذكاؤها أم طريقتها فى الحديث؟..
وتظل الاسئلة تطاردنى...وتكاد تمسك برقبتى ...اشعر بعينى بها سخونة ورؤى مؤلمة لك مع شبحها فتارة هى الشقراء وتارة هى السمراء...اكتم كل هذا وربما اختزلته فى سؤال عابر "يمثل" البراءة وهو ابعد مايكون عنها...هل ترد عليها؟ كيف عرفت بريدك؟ ماذا كان ردك؟ يالطريقتك المميزة...؟!
وفجأة اجدك تفاجئنى بنفس الاسئلة...اكتم ضحكة ويبدأ الشجار وفى غمرته يختلط الامر على اسعيدة انا بغيرتك ام حزينة لشجارنا وغضابنا...ويبقى السؤال...هل هناك محب لا يغار..بالطبع لا...فالمحب فى جنة من نوع خاص ..جنة بها نار..اسمها الغيرة..ولعلى لا اخفيك سرا ...اننى اسعد كثيرا بثورتك وان رحت امتصها وان راحت كلماتك تطيش "احيانا" لكننى استشعر عذابك واستعذبه!! اظل واجمة استوعب الكلام وارتبه لأتفادى غضبك...وربما اقول لنفسى"ذق مما اذوقه انا"..وارى حيرتك بين الثقة فى والشك فيمن حولى!! واقول"لكنه رجل تستميله الرقة والعبارة الحلوة والدلال" وكلهم رجل واحد فتشتعل النار مرة اخرى..وارى وجهك يتغير اذا لمست منى ترحابا بزميل حتى لا تكاد تذكر بعدها اسمه بل تنعم عليه بلقب "البيك" وامنح انا احداهن رتبة "الهانم" وقد تكون مجرد معجبة تبتعد عن اللقب بمئات الاميال..الا انه ثقل على ذكرها..ولكن اتعرف ان اجمل مافينا اننا نصفو تماما بعد العتاب...وان مابيننا اكبر من عبارات الاطراء وان الثقة الكبيرة لا تكفينا شر الغيرة فهى عرض ضرورى لمرض جميل..واذكر ان النبى صلى الله عليه وسلم لما عرض الزواج على ام المؤمنين "ام سلمة" رضى الله عنها قالت له انها كبيرة السن قال وانا اكبر منك فقالت وانا امرأة غيرى فقال لها "ادعو لك الله" فكانت تتنازل عن ليلتها للسيدة عائشة"حب رسول الله" صلى الله عليه وسلم...فكانت زوجاته يغرن وهن امهات المؤمنين وكيف لا يفعلن والزوج هو سيد ولد آدم..وطالتهن نيرانهافكيف نحن على مابنا من ضعف...ولكن بالرغم من كل هذا لم ترق غيرتنا للشك ولم نخنق بعضنا ولم نضعها حجر عثرة فى طريقنا..ولم نجعلها قيدا لحريتنا حيث يختار الانسان دوما حريته ويتحيز لها والرجل بالذات قد يغلبها على التزاماته !!لذا اهمس لكل امرأةلا تقتلى احساسه بالحرية ولا "تعبثى" بمقتنياته طمعا فى "دليل ادانة"لأنك قد تجدينه بعد ان دفعتيه دفعا بحصارك لخرق الحصار والهرب بجلده فقد يأتى يوم تقولين فيه"ليتنى ما فتشت ليتنى ماعرفت...ربما بل غالبا يكون "تعمد" الجهل حل للمشكلة فالمعرفة قد تضع الزوجة فى" خانة اليك" وتحضر العفريت ولا تستطيع صرفه وتعايش واقعا عليها مواجهة تفاصيله المؤلمة..والتصرف ازاء الحقائق التى تكشفت..
لا اطلب من المرأة ان تدفن رأسها فى الرمال بل اطالبها ان تكون اذكى فتعالج الخلل على البعد وتتفقد مواطن التقصير وسبب هروب الرجل وعلاجها ليظل "هو" خائف من الشبح فإن ظهر له زال الخوف وامتلأ تحديا ورغبة...
نعم الغيرة جميلة والملاحظة الرقيقة الذكية مطلوبة والعلاج يكون بذكاء وبدون تفتيش وسعى وراء المجهول...ولا ننسى قوله تعالى"يا ايها الذين آمنوا لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم"صدق الله العظيم....
فهل تفهمنى حواء؟ وهل يستجيب آدم؟ وهل ترحمنى انت؟
دينا سعيد عاصم
كاتبة وشاعرة مصرية